الحياة الكريمة: لأبو قاسم الشابي. وهو من الشعراء المعاصرين، ولد في تونس وتلقى علومه بجامعة الزيتونة، ثم التحق بكلية الحقوق، وكان منذ نشأته أديبا بارعا عظيم الذكاء، وشاعرا مجددا نزاعا الى الثورة على المظالم والى التحرر
إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر
ولا بد لليل أن ينجلي ولابد للقيد أن ينكسر
ومن لم يعانقه شوق الحياة تبخر في جوها واندثر
كذلك قالت لي الكائنات وحدثني روحها المستتر
ودمدمت بين الفجاج وفوق الجبال وتحت الشجر
إذا ما طمحت إلى غاية لبست المنى وخلعت الحذر
ولم أتخوف وعور الشعاب ولا كبة اللهب المستعر
ومن لا يحب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر
وأطرقت أصغي لعزف الرياح وقصف الرعود ووقع المطر
وقالت لي الأرض لما تساءلت ياأم! هل تكرهين البشر
أبارك في الناس أهل الطموح ومن يستلذ ركوب الخطر
وألعن من لا يماشي الزمان ويقنع بالعيش: عيش الحجر
هو الكون حي يحب الحياة ويحتقر الميت المندثر
فلا الافق يحضن ميت الطيور ولا النحل يلثم ميت الزهر
فويل لمن لم تشقه الحيا ة من لعنة العدم المنتصر